في يوم الخميس 3/4/2012م عطر سماء النادي السوداني بالبحرين شاعرنا القامة صاحب الحرف الأنيق الأستاذ أزهري محمد على بكلماته الرصينة .. وصوته الدافئ .. وبإحساسه المرهف .. وعزوبة محياه, عطر مسامعنا بقصائده التي ألهبت الكفوف بالتصفيق .. كما أتحفنا بردوده على كل الأسئلة والمداخلات من الجمهور والحضور الانيق, كما تألق في سماء النادي البروف الشاعر معز عمر بخيت وهو يقدم الشاعر أزهري محمد علي بمداخل شعرية من أشعار الشاعر أزهري بعد كل وصلة مما أضاف للقاء نكهته وجمالاً, ثم كانت الليلة الشعرية الثانية يوم الجمعة في لقاء حاشد من الجنسين في حضرة الشاعرين اللذان أتحفانا بروائعهم حتى الثمالة, وختم هذا العُرس في ليلة ثالثة أقامتها وزارة الإعلام وهي تحتفل بمهرجان التراث الشعبي البحريني والذي تألقت فيه الجالية السودانية بمشاركتها الفاعلة التي قدمت فيها تراثنا الشعبي الذي يحكي عاداتنا وتقاليدنا في كل أنحاء السودان مما نال إعجاب الحضور وكتبت عنه الصحف ووكالة أنباء البحرين, وكان ختامها مِسكٌ عندما عطر سماء معرض البحرين الدولي الشاعران بروف معز عمر بخيت والشاعر أزهري محمد علي صاحب الحرف الانيق تلك الامسية التي دقدقت مشاعر الحضور وأصبحت محفورة في الذاكرة لا يمحوها الزمن.
فقد إستهل اللقاء .. بقصيدته الرائعة " مرثية حِمّيد " وهو يرثي صديقه الراحل محمد الحسن سالم حميد
مـــدخل: -
يافطوم
فطن حميد .. فطمنا غنانا
لا طاطينا .. لا سبنا الخيول تاطانا
قدمناه إمام ..لاضلّ .. لا ضلانا
ما هاب السجون ..ما فزَّ من سيطانا
وكت الكُـور حِما .. ثابت رَكـَز لبـُطانا
لكن البلاد باعت أيادى بُطانها
عالجها بالرحيل .. مدت وراهو لسانا
جَرَّبها بالعويل .. قَـلَبَت حديثها رُطانة
حنـَّسها بالهديل .. رَخـَت الحبيبة أضانها
زى كل الطيور .. دايما تَـحِن لوطانها
ماضاق الوطن .. بس كبرت الزنزانة
ثم أعقبها بمرثيته لصديقه الفنان الكبير الراحل مصطفى سيد أحمد
سلامات يازول يارائع
مدخل ثانى:
فات الكان بدينا أحساس بالالفه
وكان راوينا
فات الباكى جرحنا وناسى جرحو
ولافى ورانا مدينه .....مدينه
فات الصاحى ونحن نغط
فى النومه السابعه
طالق حسو ولا حسينا
حتحت فينا غناهو الطاعم
وفات قنعان من خيرا فينا
سلامات يا زول يا رائع
سلامات عوافى!
سلامات ياخلاصة الخير الفى الناس
وترياق الزمن المتعافى
سلامات يازول يا رائع
سلامات عوافى
محاصر فيك
بسأل عن سكة تطلع منك
أو سكة تودى عليك
بسأل عن مخرج منك وليك
زى نهر بينبع
وما لاقى مصب
ثم أتحفنا بقصيدته التي ودع بها زوجته الراحلة " إمتثال"
دخلتى زى ختة نفس
ومرقتى فى لمحة بصر
مرقتى لا حس لا خبر
لا لوحت ايديك تلويحة وداع ..
لا سبتى جمب الباب اثر
هشيتى اسراب الحمام
وافشيتى فى الارض السلام
وكانك انتى المنتظر..
وكانك انتى المنتهى ..
واول تصاريف القدر..
نحن ادخرناك .. لليالى الحالكات
للزمان المر
وساعات الخطر
ادينى فرضك والنوافل
والباقيات الصالحات .. يا طيبة وانتى على سفر
يا الله ..من هذا السفر ....
يا الله ..من هذا اللهيب....
من ..وجهها الطلق الخصيب
من كفها دعاش المطرمن ضحكتا
ورقة صباحاتنا الحليب
من وشها المليان بطر
انا خفتها تفتح شبابيك النحيب
وتشُر على روحى الفتر
وانا شفتها فى لحظة الحلم الغريب
تتوالى فى الخاطر صور
كانت حكايات كلها
واضحت مواجع كلها
ادمنا وجع الاجترار
واحتجنا لى لحظة مقيل.. فى ضلها
احتجنا نكتب ليك قصيد
ونغنى (بنحبك بحر)
واحتجنا لى لحظة زمانا المترعة
زمن الامانى الطيبة .. والريد .. والدعة
والفلب فاتح والخلايا ابواب كلها مشرعة
العاديات.. عدت على تعب الجسد
وركضت خيولك مسرعة
ليه راقدة فى ضيق اللحد
والدنيا بي هذى السعة ..
الغيم فى متناول ايديك
والفلب بور
والمطر زى ما تشتهى
ارمينى فى ارضك بذور
لمينى من وجع الغياب
تلقينى فى دمك حضور
وادينى مفتاح السحاب
ترسم مسارات الطيور ..
يا مترعة..
مفتوحة شارات المرور
ما بين غيابك و(مشرع الحلم الفسيح)
ضاعت محطات الوصول
من حيلة الخطو الكسيح
قدرك..
تباريك المناحات
تعيش سنين العمر من قفص التباريح
والذكريات فى كل ليل
تفتح حنينك بيت بكا
وتعصف رياح الفرقة
لى حلم المراجيح
قدرك ..
تلاقى الدنبا فى باب الخروج
وتفتح حنين القلب للراحلين..
ضريح
قدرك..
تدارى الحزن فى القلب الذبيح
لا انت فى حلم المسيح
ويا صالحة.. وينو ضلك..
فى الطريق.. وين خطوتك.. فى الرملة
صريها فى منديل علق..
ومديها فى حق السنين
والعشرة والدم.. العرق..
ايديك فى ايدى سوا سوا..
من الصباح حتى الشفق
من الشفق حتى الزوال
والقمر اذا اتسق
وكما اتفق..
نجلس على ضل المزاج
نتعاطى ضحكات الحبيبة
ونحتسى كاسين من الحب الرحيم
نفراها بسم الذى خلق
ونفراها حرف حرف
نسكب صهيل الروح
فى صمت الورق
ونلقاها فى الريح العصف
خضرة سنينا اليانعة
واتحتحتت صفق
ونلقاها فى ضهر الخيول
البتفزع من حوافرها فى السبق..
وتهرع كلما اشتد الرهان
وبانت ملامح اللفة فى آخر النفق
نلقاها..
فى جية الضيوف
والفرحة كل ما الباب طرق
تلقاها فى ختة الراس والحلم
فى الهجعة وان طال الارق
نلقاها فى ضل الصباح
والونسة..ضحكات الصغار..
وطقطقة الاصابع .. طق .. طرق
نلقاها بآخر رمق
وقفت عى حد الكفاف
رمت السناسن فى الطبق
فجت ضلامات السنين..
قامت على ذات النسق..
ومدت ايديها على الحنين
ورشت المشاغبين بالنبق
يا صالحة
لمينى على ثراك
واعفينى من هذا الرهق
وسلميلى على المعاك
السابقين .. الطيبين.. الصادقين
الجملو العالم هناك
طفلة وملامحها من رؤاك
موءودة كانت فى حشاك
انا شفتها بتضمدى احزانك براك
وانا شفتها..
فى البعث فى هيئة ملاك..
فى جيدها باقات النجوم
وفى ايدها اغصان الاراك
انا شفتها..
فى ذلك اليوم العظيم
فى نشوة بتردد غناك
بى حسها الرطب الرخيم
فتحت عليك فى الكتمة
شباك النسيم..
حضروها كل الاولياء الصالحين
فى الطور مع موسى الكليم
مرقت بواطن الارض دون رحم الاليم
وفتحت مصابيح الخلاص
فى عتمة الليل البهيم
وانا شفتها
عبرت معاك.. حبل الصراط المستقيم
ومرقتى اجمل ما يكون
انسان على كف النعش
مرقن معاك بنات كتار
وغابت وراك بنات نعش..
ركّن على دم الغروب
فرّن مع وش الدغش
ردحن على حسب الهبوب
وانا حسى
يبقالن طرش
غشنى بى موية الرهاب
وشنقنى بى حبل العطش
واعدتهن..
ما تواعدن..
واعدتهن
ما تواعدن
ضحكاتن اللبن الحليب
والقمرة مرة مرة بتشبهن..
ما شفتهن .. شافنى هن
ما بين طشاش السكة الشوف البصيص
..شبهتهن..
حزنن على
وحزنت اكتر منهن..
وبكينا كلنا من دواعى الخيبة
والحظ التعيس..
سرقن صهيل الجرح من خلف الكواليس
وكتبن تراجيديا الصراع الجب
وامراة العزيز
النسوة والدم.. والقميص..
مديتى ايدك للحريق
بقن اصابعينك شموع
والقلب فى حنة عريس
وبكيتى والوش منطرح
وضحكنا والايد فى الجرح..
لمعت دياجى الارض فى ضوء الفوانيس
ما تلبسى تياب العطش
اتلفحى النيل قرمصيص
وادخلينى على عجل
يا صالحة من باب السلام
مفتوحة ابواب الفراديس
اتفضلى..
ثم أتحفنا برائعته إلى صديقه معتصم " رفيق الدرب " وكان صديقه معتصم وصل للتو من الدوحة قطر لحضور هذه الأمسية الرائعة فإلتهبت الاكف تصفيقاً لمقدمه ثم إحترت الأكف تصفيقاً إلى تلك القصيدة الرائعة.
رفيق الخطوة ..
مدخل ..
بريدك وقلبو قلبو عليك
إنت و لااا عليك ..مااااالك!!
سارح بالغناوي غنم إبليس
وتنهر فى الحنين بى تَـكْ
حليلو قليبى أنا المسكين
يغالط فى اليقين بالشك
يتشرف يعاين ليك ..
وشوفتك بالكتير يااااآك
الي صديقي معتصم محمد طاهر
يا رفيق الخطوة لو عزّ الرفيق
يا بشوش العُشرة والحِسْ الرشيق
ضِيق المتاهات أتـَّسـَـع
ما خلاّ لا عدو لا صديق
وشوف كل حاجة مشت معاك
ودخلنا يا داب فى الغريق
كل الحواس عاديتا بالضحك المعافى
بالطيبة والهَوَس الأنيق
أخضر وريف الفِطْرة .. فانوس النفوس
تصبح صباح النجمة والطير الطليق
و تـَمُر مرور النسمة في وَشْ الفريق
تدِّي العصافير وِجـْهـَتا و..تفتح
طلاسم الكلمة للشعراء الصعاليق
وتِدّفـَّقْ بشارة خير ..ضل ممدود وفكة ريق
وَلِـي .. وصِدِّيق .. وصادق ..والزمن زنديق
الليل كفيف يفتح منافي الأغنيات
والبيت خفيف ..علقنا فى النَّـضِم السُكات
ودخلنا من باب النزيف
بشَّرنا فى الحزن العتيق
ومرقنا من شرف الرهان
شرّينا فى التِّعب العراريق
ساقونا فى الليل للبطان
وركزنا جلابة ورقيق
وصنقرنا فى ضل الدخان
نتسلى بورق الحريق
شكيناها .. دكيناها
مَرَقـَن بنات الواطة والوجع المطاليق
َمرَقـَن وراك ..
َمرَقـَن ينـَّـقـّنْ مِن خُـطاك وجع الطريق
ضجر المكان.. والحيرة فى صمت الستاير والشبابيك
والمقعد الفاضي الملان
والدنيا يوم توسع تضيق
والفراشات لو ضيّعت حلم الوصول
ماضيّعت إحساسا بطعم الرحيق
وانا فى انتظار وش الصباح
يمرق خيوط الضو من الفج العميق
أرتاح ..أفيق
وأنْـده عليك : "يارفيق الخطوه لو عزّ الرفيق"
يا بشوش العُشرة والحِسْ الرشيق
ضِيق المتاهات أتـَّسـَـع
ما خلاّ لا عدو لا صديق
وشوف كل حاجة مشت معاك
ودخلنا يا داب فى الغريق
وإستمر هذا العطاء .. وهذا النهر المتدفق إلى الإقتراب من منتصف الليل حتى أعلن البروف معز الختام ولم نرتوي بعد ولم نمل من هذا السلسبيل.
فالتحية لرئيس النادي عصام مصطفى الذي بادر بادر بدعوة هذا الشاعر القامة أزهري محمد علي والتحية إلى منظمي الندوة الشعرية والتحية للجمهور السوداني الراقي الذي دُقدِقت مشاعره وأحاسيسه وتفاعل مع الشاعر بكل حواسهم, ثم أسدل الستار بأخذ الصور التذكارية مع الشاعر القامة أزهري محمد على.
[center]
.gif "عضو نشط")
الإثنين مايو 28, 2012 7:36 am